فحص المخ لدى الأطفال يثبت مدى فاعلية القراءة لهم

يُظهر الأطفال الذين يستمعون إلى القصص بشكل مستمر نشاطًا أكبر فى المناطق المرتبطة بمعانى الكلمات والتخيل ..

كتبته: ايمى نورتون    محررة فى "هيلث داى"

ترجمة : تسنيم عامر

رابط المقال الأصلي
أوضحت فحوصات المخ أن الأطفال قبل سن المدرسة والذين يقرأ لهم والديهم باستمرار يُظهرون نشاطًا أكبر فى المناطق الأساسية فى دماغهم .
فالقراءة للأطفال الصغار معروفة بفوائدها ، متضمنة مهارات لغوية أفضل .

 وقد حث الخبراء الوالدين أن يجعلوا وقتًا مخصصًا للقصص مع أطفالهم بصورة منتظمة منذ النشأة، فمن المفترض أن هذه العادة تحفز تطور العقل لدى الأطفال .
 وقدمت الاكتشافات الحديثة , والتى تم نشرها عبر الإنترنت فى الثالث من أغسطس فى جريدة "بيدياتريكس", أدلة ثابتة لهذه النظرية .
"دائمًا ما يقال إنّ القراءة تبنى العقل" هذا ما قاله  د\جون هاتون قائد المجموعة الدراسية من مستشفى سينسيناتى للأطفال ، وأضاف "ويبدو هذا جليًّا لكنه مازال يحتاج لإثبات صحته بالفعل" .
 وعليه فقد استخدم فريق هامتون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسى لقياس الوقت الحقيقى لنشاط العقل على تسعة عشر طفلًا ،ما بين الثالثة والخامسة من العمر، فكانوا يستمعون إلى القصص والأصوات أكثر من المحاورة .
و تم محاورة الآباء حول " التنبيه المعرفى" فى المنزل متضمنًا كم عدد المرات التي يقومون فيها بالقراءة لأطفالهم، وبناءً على أجوبتهم  كان عدد المرات يتراوح ما بين ليلتين فى الأسبوع أو كله .
وفي الغالب وجد الفريق فى معمل الأبحاث أنه كلما كان للأطفال أكبر وقت ممكن لقراءة القصص فى البيت كلما

أظهر المخ نشاطًا أكثر أثناء الاستماع.
 ويظهرهذا الاختلاف جليًا فى منطقة الدماغ المشتركة فيما يسمى بالعملية الدلالية وهى القدرة على استخلاص المعانى من الكلمات،  و صرح الباحثون بأن هناك نشاطًا دائم القوة فى هذه المناطق حيث يتم تكوين الصور العقلية مما يتم سماعه.
 وأوضح هاتون أن الاكتشاف مثير للاهتمام بشكل خاص حيث القراءة للأطفال تشعل شرارة مخيلاتهم. وأضاف قائلا : " عندما يستمع الأطفال للقصص  يجب عليهم وضعها جميعًا فى مركز المخ فعلى الرغم من وجود صور فى كتب الأطفال إلا أن الأمر يختلف تمامًا عن رؤيتهم للمشهد كاملًا على التلفازأو شاشة الكمبيوتر".
وقد اتفق مع هذا براندوم كورمان - رئيس قسم علم النفس العصبى فى مستشفى نيكولاس للأطفال بميامى، والذي لم يكن مشتركًا فى هذا البحث – وصرح بأن عقل الطفل يكون فى حالة هى الأكثر نشاطاً  عندما يستمع إلى قصة أكثر من جلوسه بشكل سلبى أمام الشاشات .

ولكنه أشار أيضًا إلى تساؤل لم تستطع تلك الدراسة أن تجيب عنه بقوله : هل هذه الاختلافات فى نشاط عقل الأطفال ما قبل المدرسة لها علاقة حقيقية بمعرفتهم للقراءة والكتابة فى طفولتهم لاحقًا؟
قال كورمان : "ستكون هذه هى الخطوة التالية فى هذه الأبحاث" . وأنه بغض النظر عن هذا فإن النتائج مازالت تثبت قطعًا مدى أهمية القراءة لأطفالك.
وتنصح  الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء بالقراءة لأطفالهم كل يوم بداية من المهد؛ فإن الوقت ما قبل الروضة هو وقت حاسم فى تنمية العقل،كما قال هاتون. وقد وجد بحث آخر أن الأطفال الذين لديهم نقص فى مهارات القراءة من الدرجة الأولى لا يلحقون عادة برفائقهم.
و هناك تساؤل هل هناك شئ ما يميز الكتب قديمة الطراز أكثر من تطبيقات القراءة التى يستخدمها الأطفال الآن على الهواتف الذكية والتابلت؟
ويجيب كُلاً من هاتون و كورمان أنه ليس واضحًا ما إذا كانت القراءة من جهاز تحدث تأثيرًا مختلفًا على مهارات القراءة المكتشفة لدى الأطفال الصغار.
وأضاف كورمان أن هناك بعض الباحثين قد اطلقوا تحذيرات فى حال أن أمضى الأطفال الصغار وقتًا كثيرًا أمام هذه الشاشات فإن ذلك قد يقصيهم عن التفاعل البشري الذى يعلمهم المشاركة الوجدانية و حل المشكلات ودروس حياتية مهمة أخرى .ويعد هذا التواصل البشري واحدًا من أهم الأسباب التى تثبت كم هو مهم أن تقرأ لطفلك، وأضاف "ليست الاستفادة فى تنميتهم المعرفية فقط بل تتجاوز ذلك".
و وافق هاتون على أن الوقت التقليدى للقصة يزيد عملية المفاعلة بين الآباء والأبناء.
وقال "هو ليس فقط شئ جميل لتفعله مع أبنائك ، ولكنه أيضًا مهم لتنميتهم المعرفية والاجتماعية و العاطفية".